غارات إسرائيلية تدمّر منشآت مدنية في لبنان وتخلّف قتيلاً وسبعة جرحى
غارات إسرائيلية تدمّر منشآت مدنية في لبنان وتخلّف قتيلاً وسبعة جرحى
قتلت الغارات الإسرائيلية، ليل الخميس/ الجمعة، شخصًا وأصابت سبعة آخرين بجروح متفاوتة في مناطق عدة من جنوب لبنان وشرقه، وفق ما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، في أحدث تصعيد يعكّر هدوءًا نسبيًا ساد منذ اتفاق وقف إطلاق النار أواخر العام الماضي.
وأكدت الوزارة في بيان لها، أن القصف طال منشآت مدنية وصناعية، بينها موقع تابع لشركة لإنتاج الإسمنت، ما تسبب في أضرار مادية جسيمة واندلاع حرائق ضخمة شوهد وهجها في مناطق واسعة من الجنوب اللبناني.
وأدان الرئيس اللبناني جوزاف عون الغارات، معتبرًا أن "العدوان الإسرائيلي المتكرر يأتي ضمن سياسة ممنهجة تهدف إلى تدمير البنى الإنتاجية وعرقلة التعافي الاقتصادي واستهداف الاستقرار الوطني تحت ذرائع أمنية زائفة".
ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام عن مصادر أمنية أن الغارات تركزت بين بلدتي عدلون وأنصار في قضاء الزهراني، في حين أفادت تقارير ميدانية بوقوع غارات إضافية في منطقة البقاع شرق البلاد.
تبريرات إسرائيلية للضربات
وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أنه استهدف ما وصفه بـ"بنى تحتية تابعة لحزب الله في منطقة مزرعة سيناي بجنوب لبنان"، موضحًا أن الغارات طالت "مقلعًا يستخدمه الحزب لإنتاج الإسمنت بغرض إعادة بناء منشآت وبنى تحتية إرهابية دُمّرت خلال الحرب الأخيرة"، على حد وصف البيان.
وأضاف الجيش أنه قصف أيضًا جمعية "أخضر بلا حدود"، متهمًا الحزب باستخدامها "غطاءً مدنيًا لإخفاء أنشطته العسكرية وإعادة بناء مواقعه في الجنوب".
وكانت واشنطن قد أدرجت هذه الجمعية على قائمتها السوداء عام 2023، متهمة إياها بـ"دعم وتغطية نشاطات حزب الله" قرب الحدود مع إسرائيل.
اتفاق وقف النار
وساد منذ 27 نوفمبر 2024 اتفاق لوقف إطلاق النار تمّ التوصل إليه بوساطة أمريكية وفرنسية، نصّ على انسحاب مقاتلي حزب الله من المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني، وتفكيك بنيته العسكرية فيها، وحصر السلاح في يد مؤسسات الدولة اللبنانية.
لكن إسرائيل أبقت على وجودها العسكري في خمس تلال جنوب لبنان، في خرق واضح لبنود الاتفاق، في حين تواصل شنّ غارات متقطعة تقول إنها تستهدف "أهدافًا إرهابية"، في حين تؤكد بيروت أن معظمها يطول منشآت مدنية ومرافق حيوية.
وتحت ضغط أمريكي متزايد، قررت الحكومة اللبنانية في أغسطس الماضي المضي في تنفيذ خطة الجيش اللبناني لجمع سلاح حزب الله، وهي خطة مؤلفة من خمس مراحل، تهدف إلى نزع السلاح تدريجيًا في الجنوب.
غير أن الحزب المدعوم من طهران رفض القرار بشدة واعتبره "خطيئة وطنية"، مشددًا على أن سلاحه "وسيلة دفاع مشروعة ضد العدوان الإسرائيلي".
وفي المقابل، أشادت القيادة الوسطى الأمريكية الخميس بنجاحات الجيش اللبناني في إزالة أكثر من عشرة آلاف صاروخ وقرابة أربعمائة قذيفة، إلى جانب أكثر من مئتي ألف قطعة من مخلفات الذخائر غير المنفجرة خلال العام الماضي، بحسب بيان صادر عقب اجتماع عقد في الناقورة ضمن آلية مراقبة وقف إطلاق النار.